شارك
عند زيارتك لمنطقة عسير لمدة خمسة أيام؛ ستكون موعودا برحلة مشوقة تتنقل فيها بتفاصيل مدهشة بين قممها، وفي أوديتها، وتكتشف سواحلها وجزرها العذراء، بتفاصيل مفعمة بالذكريات واكتشاف التراث، والفنون، والتاريخ، الطبيعة، مع تجربة الرياضات المشوقة، والأكلات الشهية.
ابرز النقاط
أجمل ما تفتتح به صباحك الأول في أبها هو تناول إفطارك في "مزرعة أعناب" شمال مدينة أبها، لتجربة زراعية مثيرة بين أشجار الفواكه تقطف منها سلة فواكهك الطازجة على مائدة إفطارك الشعبية الشهية، وتمتع نظرك بالمناظر الطبيعية والمعالم التراثية، بينما غناء العصافير وحفيف الهواء يطربك.
بعد ذلك يمكنك التوجه لزيارة "قلعة شمسان التاريخية" وسط مدينة أبها بارتفاع 2200م، وتكتشف تاريخها العريق وبناءها من الألواح الصخرية وأشجار "العرعر"، والتعرف فيها على التاريخ عند التجول بين أبراجها الثلاثة المطلة على أبها.
ننصحك بعد ذلك بالتعرف على قديم الحضارة بزيارة "بسطة القابل"؛ أحد أحياء أبها القديمة، ببيوته الطينية المزينة بالحجارة المائلة، وأبوابها الخشبية الملونة، وممراتها الضيقة المتعرجة وتستمع لقصص الآباء والأجداد وجمال الماضي وبساطته.
بالقرب من هذا الحي القديم يمكنك اختيار أحد المطاعم الشعبية لتناول وجبة الغداء التي نقترح لك فيها تجربة طبق الحنيذ اللذيذ، يجاوره خبز الميفا ومرق اللحم، وأطباق الخضار المطبوخة في أوان صخرية تراثية، لإشباع حواسك بتمازج النكهات الغنية مع طبيعة المكان المتنوعة.
يمكنك التوجه بعدها لزيارة "متحف فاطمة" والتجول في المعرض المصور والمتحف الذي يبرز به القط العسيري في مقتنياته المختلفة، وتجرب رسمه واكتشاف ألوانه ومصادره بنفسك.
ثم الذهاب لقلب مدينة أبها النابض، والتجول في "شارع الفن" حتى تصل لسوق "الثلاثاء الشعبي" والتعرف على أكثر من مئة محل يعرض فيه أشهر المنتجات في عسير من فواكه، وخضار، ونباتات عطرية وعسل، ومنتجات الحرف اليدوية كالمصوغات الفضية، والخناجر، وأواني الطبخ الفخارية، والملابس التراثية، والتواصل المباشر مع الباعة بالأحاديث الممتعة واختيار هدايا تذكارية مميزة لك ولمن تُحب.
يمكنك السير بعدها لـ"قرية المفتاحة"، ومشاهدة مسرحها وحزمة من الفنون البصرية المصورة والتشكيلية.
زيارة "المدينة العالية" خير ختام تُنهي به جولتك السياحية في مدينة أبها بإطلالة مميزة على "جبل ذرة"، وحديقة "أبو خيال" ثم أحد مطاعمها العالمية لتناول وجبة العشاء العودة لمكان إقامتك لتستعد لمغامرتك القادمة صباح اليوم التالي.
ابرز النقاط
جولتك في عسير في يومها الثاني لها طابع تاريخي وتراثي عريق ممتد من القمم حتى الوديان. تبدأها بتناول وجبة الإفطار في مطعم باب العريش بقائمة من الأطعمة الشعبية، أو التقليدية. ثم تتجه نحو قمم السودة والتعرف على أهم معالمها التاريخية، ورموزها العمرانية، وعمقها الحضاري المتمثل في قصور آل أبو سراح في قرية العزيزة، وقصور وقلاع آل أبو نقطة المتحمي في قرية طبب، وفيهما تشاهد نمط البناء العسيري التقليدي، وتستمع لقصص تاريخ عسير وأهلها، وتشاهد مناظر طبيعية خلابة تحيط بالمكانين من جبال وأودية جارية.
عند منتصف النهار، ننصح بالانتقال إلى معلم أثري مميز وصل إلى قائمة اليونيسكو العالمية، وهو قرية رُجال الأثرية التي تصل لها عبر عقبة "الصماء" للنزول من القمم إلى تهامة وسط مناظر طبيعية ساحرة بتنوعها وتباينها حتى تصل لتحفة عمرانية فريدة على شكل ستين قصرا متراصا ببناء حجري متناسق، لتستمع بالتجول في حجراتها ومتحفها التراثي الدائم. ثم تتناول وجبة الغداء بمكونات شعبية أصيلة من الحنيذ وخبز الذرة وثريف الدخن الطازج، لتكمل جولتك وصولا "لكوخ العسل" في أحد الأرياف الطبيعية، وتجرب فيه طريقة استخراج العسل، وتتذوق أصنافا منه في تجربة ساحرة بين السهول الخضراء.
بنهاية الجولة في رجال ألمع؛ توقف لمشاهدة منظر الغروب من على قمم السودة في شعف آل ويمن المُشرف على أغوار تهامة. لتختم جولتك في عسير في يومها الثاني، وتبدأ الاستعداد لصباح حافل جديد.
ابرز النقاط
عند العاشرة صباحا من يومك الثالث في عسير، وبعد تناول إفطارك في مكان الإقامة؛ نقترح لك استكشاف منطقة جديدة شرق منطقة عسير بالتوجه "للواديين" الذي سيشرح لكم مرشدكم السياحي أثناء التجول في قريتها ومطلها الشهير نمط البناء العمراني المميز بها والذي يعتمد على الطين، وصولا إلى منطقة الحبلة، القمة الجبلية التي تُشرف على هوة سحيقة كان في أسفلها موقع قرية الحبلة باستخدام عربة التلفريك التي ستنقلك للأسفل وسط طبيعة خلابة مليئة بالتكوينات الصخرية الحادة، والغابات الكثيفة، ومساقط الشلالات الهائلة.
بعد العودة من هذه الرحلة التي تحبس الأنفاس في الحبلة، يُمكنك التوجه إلى قرية "وطن آل ينفع" التي تعتبر من أقدم القرى في منطقة عسير والمبنية بطريقة هندسية فريدة بمجاريها المائية، وزيارة مسجدها التراثي، وتناول وجبة الغداء على هضبتها المرتفعة.
ثم زيارة "متحف تمنية"، الذي سيُبهرك بالتنوع الذي ستجده فيه للقطع التراثية، والملبوسات، والأدوات الحربية، والزراعية.
سيكون تناول قهوتك عصر ذلك اليوم خيارا ممتازا في قصر آل ملهي التراثي بقرية آل قزع، وتبادل الأحاديث مع كبار السن الذين سيملؤون رحلتك بالإثارة بقصص المكان وتاريخه. لتختم نهارك الثالث والأخير في منطقة عسير بممارسة رياضة المشي في منتزه المسقي الطبيعي بين الأشجار الخضراء المعمرة، والجبال الصخرية المميزة، ورذاذ المطر، لتعود لمكان إقامتك مساءً محملا بتفاصيل تاريخية وتراثية وطبيعية لا تُنسى.
ابرز النقاط
في يومك الرابع في عسير وبعد تناول وجبة الفطور في مكان الإقامة، ستنطلق شمالا في رحلة تقارب الساعة والنصف باتجاه بلسمر على قمم جبال السراوات ليستقبلك هناك أهالي المنطقة استقبالا شعبيا مميزا في "حصن معشي التراثي"، مرتدين الزي الشعبي، ومؤدين الرقصات الشعبية، حتى موعد وجبة الغداء من أطباق شعبية مميزة كالمشغوثة، والمصبع الذي تتناوله على في واجهة تنومة السياحية، بين أحضان الطبيعة على قمة جبل شاهق مطل على أودية تهامة.
ثم الذهاب بعدها إلى مدينة النماص وزيارة "قصر المقرّ الحضاري" ومشاهدة أقاسمه الفريدة، ثم زيارة متحف النماص في الحي القديم، لمشاهدة قطعه الأثرية التي تزيد عن ألفي قطعة.
توقف بعد ذلك في منتزه شعف آل وليد المميز بكثافة غاباته واقض ساعة من الاستجمام في بين الغيوم والضباب، مع منظر بانورامي مطل على مدينة النماص.
في طريق عودتك إلى مدينة أبها عصرا يمكنك التوقف في قرية بن عضوان السياحية في مركز بيحان ببلحمر، والتجول فيها وفي ومتحفها الأثري، وتجربة قطف الفواكه الطازجة. ثم شرب الشاي في ساحات القرية، لتعود مساء لمقر إقامتك في أبها استعدادًا ليوم جديد حافل بالمغامرات في وجه جديدة من عسير.
ابرز النقاط
مع بداية يومك الخامس والأخير في عسير؛ عليك مبكرًا عند الساعة الرابعة فجرا للذهاب في رحلة تمتد لأكثر من ساعتين إلى شواطئ عسير اللؤلؤية. في الطريق إليها عبر عقبة "ضِلع" والتوقف عند أحد المطاعم الشعبية لتناول وجبة الإفطار، ثم التوجه إلى شاطئ "عمق" مع بداية بزوغ الصباح. ستُبهرك تجمعات طيور النورس البيضاء، وطيور البجع على الشاطئ، ويمكنك البدء في ممارسة أحد الرياضات المائية كالسنوركل (الغوص) لمشاهدة الشعب المرجانية، ثم السباحة، أو التجديف في القوارب الشفافة، أو ركوب الأمواج.
عند ارتفاع الشمس قليلا ننصحك بالتوجه لمركز "القحمة" للتجول في قريتها القديمة، والاستماع لقصص صيادي السمك بمراكبهم الخشبية القديمة في مرفأ القحمة، ثم التخطيط لجولة بحرية باتجاه أحد جزر عسير البكر مثل جزيرة "كدمبل" أو جزيرة "ماركا" أو جزيرة "سمر". في أثناء رحلتك البحرية لاستكشاف الجُزر نوصي بشدة أن تجرب صيد الأسماك بنفسك حتى تعود لمرفأ القحمة أو الحريضة محملا بخيرات البحر، لتعد وجبتك من الأطباق البحرية على نار الحطب أو في الأفران الفخارية القديمة في أمكان مهيئة.
بعد تناول وجبة الغداء تتاح أمامك خيارات أخرى للمغامرة؛ إما برحلة سفاري شرقا نحو الجهات المقابلة للبحر، أو التحليق في سماء شواطئ عسير الصافية بالطيران الشراعي. لتعود مساء بذكريات صاخبة لأبها عبر عقبة ضلع، لتقضي آخر ليلة بعد تناول وجبة عشاء دافئة من اختيارك في أحد المطاعم العالمية الشهيرة على امتداد المدينة قبل مغادرة منطقة عسير.
